أرشيف

رئيس بعثة المراقبين إلى سورية: الوضع في حمص “يبعث على الاطمئنان”

قال الفريق مصطفى الدابي، رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سورية، إن الوضع في مدينة حمص “يبعث على الاطمئنان.”
الا ان الدابي اضاف في تصريح نقلته وكالة رويترز ان الموقف في بعض احياء المدينة التي زارها المراقبون يوم امس الثلاثاء “لم يكن جيدا.”

واوردت التقارير الاخبارية ان ستة محتجين قتلوا عندما فتحت قوات الجيش السوري نيرانها لتفريق جمع كبير كان يحث المراقبين على الادلاء بآرائهم بصراحة.
وتقول الامم المتحدة إن خمسة آلاف سورية على الاقل قتلوا في الاضطرابات التي شهدتها البلاد في الاشهر العشرة الاخيرة. ويرد النظام السوري – الذي يصر على انه انما يحارب “مجموعات ارهابية مسلحة” – بالقول إن الفين من افراد قواته على الاقل قتلوا في هذه الفترة.
يذكر انه من الصعب جدا التحقق من حقيقة اعداد القتلى والجرحى نظرا للحظر الذي يفرضه النظام السوري على دخول الصحفيين الاجانب الى البلاد.
“لا دبابات”
ويقول مراسل بي بي سي في لبنان جيم ميور إن اليوم الاول من مهمة المراقبين العرب بعث بعدد من الرسائل المهمة.
فقوات الامن السورية، التي كانت تدك بمدفعيتها الاحياء السكنية في حمص حتى قبل وصول المراقبين بوقت قصير، اضطرت الى التخلي عن نهجها وقامت بسحب بعض من دباباتها من شوارع المدينة.
ولكن عندما عاد المحتجون الى الشوارع، عادت قوات الامن الى استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريقهم رغم ما نصت عليه المبادرة العربية من ضرورة السماح بالتظاهر السلمي.
واظهرت اشرطة مصورة نشرت على الانترنت مشاهد لسكان حي بابا عمرو في حمص وهم يحيطون بالمراقبين ويشيرون الى برك دماء على الارض بينما كان أزيز الرصاص يُسمع في المكان.
وحث المحتجون المراقبين على الادلاء بآرائهم بصراحة اكبر، إذ صرخ احدهم “اين العدالة؟ أين العرب؟”
الا ان مراسلنا يضيف انه لو ارخت السلطات السورية من قبضتها الحديدية – كما تطالبها به المبادرة العربية – ستفقد السيطرة على العديد من المدن.
لذلك، والكلام لمراسلنا في لبنان، فإن المعارضة على قناعة بأن الحكومة انما تتظاهر بالتعاون مع الجامعة العربية وتحاول خداع المراقبين بينما هي مصممة على ابقاء الموقف دون تغيير.
ويقول ناشطون سوريون إن قوات الامن قتلت 16 شخصا على الاقل في عموم الاراضي السورية يوم امس الثلاثاء، بما في ذلك 6 في حمص.
رغم ذلك، قال الدابي لوكالة رويترز صباح الاربعاء “إن الوضع يبعث على الاطمئنان الى الآن.”
واضاف “كان الوضع في بعض المناطق المحددة غير جيد، ولكن لم يحصل اي شيء مخيف على الاقل عندما كنا هناك، فقد كانت الاوضاع هادئة ولم تحصل اي صدامات.”
وقال “لم نر اي دبابات ولكننا رأينا عددا من العربات المصفحة.”
ومضى للقول “ولكن تذكروا انه كان اليوم الاول من مهمتنا وما زال الوضع بحاجة الى المزيد من التحقيق. لدينا 20 فردا سيمكثون في حمص لفترة طويلة.”
ونقلت وكالة فرانس برس عن الفريق الدابي قوله إن انتشار المراقبين سيكتمل في ثلاث مدن اخرى بحلول فجر الخميس: حماة وادلب ودرعا. كما سينتشرون في منطقة نصف قطرها 80 كيلومترا حول العاصمة دمشق.
كما نقل تلفزيون “الدنيا” السوري عن الدابي تأكيده ان المراقبين شاهدوا “مسلحين” لدى زيارتهم لمدينة حمص.
في غضون ذلك، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان السلطات السورية بتعمد اخفاء المئات من المعتقلين عن انظار المراقبين.
وقالت المنظمة إن المعتقلين قد نقلوا الى مواقع عسكرية يحظر على المراقبين وصولها، وحثت بعثة الجامعة العربية على الاصرار على تفتيش كل المواقع المستخدمة لاحتجاز المعتقلين.
وقال مسؤول امني سوري في حمص للمنظمة إن الحكومة السورية نقلت ما بين 400 و500 معتقل من أحد مراكز الاعتقال في المدينة الى اماكن اخرى بما فيها مصنع قريب للصواريخ وذلك عقب توقيعها على تفويض دخول المراقبين العرب.
في غضون ذلك، أعلن التلفزيون السوري الرسمي أن السلطات السورية “أطلقت سراح 755 شخصا اعتقلوا في الاحداث الاخيرة ممن لم تتلطخ اياديهم بدماء الشعب السوري.”
والمهمة التي كلف بها المراقبون تتلخص في التأكد من التزام الحكومة السورية ببنود مبادرة الجامعة العربية الهادفة الى وضع حد للقمع الذي تمارسه السلطات بحق المحتجين، وهو القمع الذي ادى الى مقتل الآلاف من السوريين منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس / آذار المنصرم.
من جانبها، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الثلاثاء إن عبوتين ناسفتين انفجرتا تحت حافلة كانت تقل موظفين حكوميين في محافظة ادلب الشمالية مما اسفر عن مقتل ستة منهم.
انتقاد
وانتقدت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان اختيار الدابي لترؤس البعثة قائلة إنه “من المستحيل تصور شخص تبوأ مناصب عسكرية وحكومية سودانية رفيعة في اقليم دارفور وغيره ان يوصي باتخاذ اجراءات شديدة بحق الرئيس السوري بشار الاسد.”
يذكر ان المحكمة الجنائية الدولية كانت قد وجهت الى الرئيس السوداني عمر البشير تهمة ارتكاب جريمة الابادة الجماعية في دارفور.
ولكن جامعة الدول العربية تصر على ان الفريق الدابي يتمتع بالخبرات العسكرية والدبلوماسية الضرورية.
موسكو تحث
وحثت روسيا الحكومة السورية يوم الاربعاء على ضمان اكبر قدر ممكن من الحرية للمراقبين لتمكينهم من القيام بمهمتهم.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي عقده في موسكو مع نظيره المصري الزائر “نتعاون باستمرار مع القيادة السورية وندعوها الى التعاون التام مع مراقبي الجامعة العربية عن طريق خلق ظروف عمل مريحة وحرة قدر الامكان للمراقبين.”
ولكن لافروف اضاف بأن روسيا تشعر “بقلق” ازاء الدعوات التي اطلقتها عدة دول للمعارضة السورية حاثة اياها على عدم اعتبار بعثة المراقبين العرب محاولة جادة للتوصل الى الحقائق على الارض.
ووصف المسؤول الروسي هذه الدعوات بانها “تؤدي دورا مضرا للغاية، بل هو دور استفزازي.”

 

 

المصدر : بي بي سي

زر الذهاب إلى الأعلى